Monday, December 7, 2009

اتحاد المقعدين اللبنانيين» يدعو الشركات الخاصة إلى توظيفهم


«أنا متزوج، ولدي ولدان، موظف بشركتين، أروح وأجيء، أسبح، واذهب الى النايت كلوب، لست قادماً من القمر». هكذا عرف فؤاد بدران عن نفسه، وهو مقعد وموظف في شركة لنقل السيارات، وفي جريدة «الاخبار». قدم فؤاد نموذجاً يدعو الى التفاؤل عن حال المقعدين، الذين قلما يجدون فرصة عمل. وكان ذلك خلال الطاولة المستديرة التي نظمها «اتحاد المقعدين اللبنانيين» امس في فندق «راديسون»، لمناسبة «يوم الإعاقة العالمي». وتحدث عن كيفية تفهم رب العمل لاعاقته، عبر اجراء بعض التغييرات اللوجستية في مكان العمل، لمساعدته على التحرك بيسر وتأدية واجبه المهني دونما صعوبة.
ما لم يقله فؤاد، قاله طوني في الشريط الوثائقي الذي عرض للمناسبة، بعنوان: «حرروا الطاقات»: «في حال تغيرت نظرة الناس الى المعوق، تنتفي الحاجة الى الجمعيات التي تطالب بحقوقهم». بهذه العبارة، لخص طوني شهادات الذين عبروا في الشريط الوثائقي ليحكوا عن تجاربهم في مكان العمل. وهو الذي حظي بفرصة عمل في شركة تعمل على ترميم الافلام القديمة، بعدما اصيب بقدميه، نتيجة حادث سير، استدعى تركيب جهازين في ساقيه.

هذه الشهادات الحية والمسجلة، كسرت التقليد الرائج في الندوات والمؤتمرات المماثلة، التي تثير عادة موضوع القانون 220 القاضي بوجوب تخصيص 3 في المئة من نسبة الوظائف للمعوقين. فقد جرت العادة أن يتم التركيز بالدرجة الاولى على المشكلات التي يعانيها الكثير منهم، في ظل غياب فرص عمل. فينبري عادة بعض هؤلاء لسرد قصصهم مع الابواب المقفلة في وجوههم. أما ما عرض امس فيرمي الى اصابة هدف مباشر، من خلال لفت نظر ممثلي عدد من ممثلي الشركات الخاصة، الذين شاركوا في الطاولة المستديرة، الى طاقات هذه الفئة غير المستثمرة، وضرورة إشراكها في جزء من الوظائف، على قاعدة الترويج لمفهوم التنوع.

والطاولة المستديرة التي فتحت المجال امام اصحاب الشركات لعرض هواجسهم ولطرح أسئلتهم، تأتي في سياق سلسلة لقاءات متتالية، بدأ الاتحاد بعقدها مع مجموعات من الشركات الخاصة، منذ حوالى خمس سنوات. وقد اعد دليلاً بالشركات التي أصبحت «صديقة للاشخاص المعوقين في لبنان»، ويعمل جاهداً على ان ينضم الى الدليل أسماء شركات جديدة، وذلك في اطار «مشروع الدمج الاقتصادي والاجتماعي للاشخاص المعوقين في لبنان».

وللتعريف بهذا المشروع، أشارت منسقته في بيروت وجبل لبنان هيفاء شهيب الى ان المشروع يطبق اليوم في محافظات جبل لبنان والبقاع والجنوب. ويرتكز الى العمل مع القطاع الخاص، والاشخاص المعوقين وذويهم، ومنظمات المجتمع المدني، ومؤسسات القطاع العام.

وعددت شهيب انواع الاعاقات، ولفتت الى ان نسبة المعوقين تبلغ في لبنان 10 في المئة بحسب الاحصاءات الدولية، و1 في المئة بحسب الاحصاءات الوطنية. والتفاوت بين النسبتين يعود الى عدم وجود تعريف موحد للإعاقة، وسلوك بعض الأهالي الذين يخجلون من التصريح باعاقات اولادهم، ويعزلونهم في المنزل.

واشارت الى ارتفاع نسبة الامية لدى المعوقين في لبنان، والى ان نسبة البطالة لدى هذه الفئة تبلغ 83 في المئة. وعرضت منافع توظيف المعوقين وتتمثل بتعزيز المظهر العام للشركة وانتشار سمعتها الحسنة، ازدهار الحياة الاقتصادية بفعل تحويل المعوقين الى قوة شرائية، تحقيق انتاجية عالية للمعوقين والتزامهم بالحضور والولاء للشركة، الاستفادة من خبراتهم في مجال حاجاتهم الإضافية، وخلق بيئة عمل متنوعة ودامجة.

ورأت شهيب أن من ابرز اسباب بقاء المعوقين خارج سوق العمل، هو غياب التجهيزات الهندسية والتكييفات اللازمة، العادات والموروثات الثقافية، غياب برامج التأهيل المهني المكيفة مع حاجات المعوقين، وغياب امكانية الحصول على خدمات التعليم. أضف إلى ذلك الانطلاق من الاحكام المسبقة والسائدة عن هذ الفئة وقلة انتاجيتها، والاعتقاد الخاطئ بأن كلفة التجهيز الهندسي لاستقبال المعوقين عالية.

شارك في الطاولة المستديرة ممثلون عن الشركات التالية: «بيبسي»، «ليبنور»، «جبيلي اخوان»، «الجنوب للإعمار»، «آرك اون سيال»، «راديسون»، «برميوم بارتنيرز».

صحيفة السفير - فاتن قبيسي - 4 كانون أول 2009

No comments:

Post a Comment